دليل الممارسات البحثية السليمة
المبادئ العامة لأخلاقيات البحث العلمي
يُبنى البحث العلمي على الثقة. الثقة في أن الباحث قد أجرى عمله بنزاهة، والثقة في أن النتائج التي توصل إليها حقيقية وموثوقة. لضمان هذه الثقة وحماية جميع الأطراف المشاركة، يجب على كل باحث الالتزام بمجموعة من المبادئ الأخلاقية الأساسية.
فيما يلي أبرز هذه المبادئ:
- النزاهة (Integrity): التصرف بصدق وأمانة في جميع مراحل البحث، من الاقتراح والتنفيذ وحتى نشر النتائج. يشمل ذلك تجنب تلفيق البيانات، أو تزويرها، أو انتحال أعمال الآخرين (السرقة الأدبية).
- الموافقة المستنيرة (Informed Consent): عند إشراك أفراد في البحث، يجب إعلامهم بشكل كامل وواضح بطبيعة البحث، أهدافه، والمخاطر أو الفوائد المحتملة. يجب أن تكون مشاركتهم طوعية تماماً، مع حقهم في الانسحاب في أي وقت دون أي تبعات.
- السرية والخصوصية (Confidentiality and Privacy): حماية هوية المشاركين ومعلوماتهم الشخصية هي أولوية قصوى. يجب التعامل مع البيانات التي يتم جمعها بسرية تامة وعدم الكشف عنها إلا بموافقة صريحة.
- تقليل الضرر (Minimizing Harm): على الباحث واجب أخلاقي لتجنب أو تقليل أي ضرر محتمل قد يلحق بالمشاركين، سواء كان ضرراً جسدياً، نفسياً، اجتماعياً، أو اقتصادياً. يجب أن تفوق الفائدة المرجوة من البحث أي مخاطر محتملة.
- الموضوعية (Objectivity): السعي لتجنب التحيز في تصميم الدراسة، وتحليل البيانات، وتفسير النتائج. يتطلب ذلك الإفصاح بشفافية عن أي تضارب في المصالح قد يؤثر على حيادية البحث.
- المسؤولية الاجتماعية (Social Responsibility): توجيه البحث لخدمة المجتمع والسعي لتحقيق منفعة عامة، مع الوعي الكامل بالآثار المجتمعية المحتملة للمعرفة الجديدة التي يتم إنتاجها.
الالتزام بهذه المبادئ ليس مجرد متطلب إجرائي، بل هو جوهر الممارسة البحثية التي تحترم الإنسان وتسهم في بناء معرفة رصينة وموثوقة.